يبدأ الفيلم بمحاولات فرديناند التملص من حفلة دعي لها مع زوجته الثرية حتى يستسلم في النهاية ويذهب مذعنًا لرغبتها ، مشهد ساحر يعرض بشكل سريالي مدى بلاهة أحاديث الطبقة البرجوازية في الحفلة والتي سيقرر على أساسها فرديناند الهرب مع جليسة أطفاله التي كانت تربطه بها بالصدفة علاقة مسبقة ، ويلتقي فيها أيضًا بالمخرج الأمريكي صامويل فولر الذي يظهر في الفيلم بشخصيته ليجيب سؤال فرديناند عن ماهية السينما في كلمة واحدة "مشاعر" .
تصر جليسة الأطفال ماريان أن تناديه "بيرو" نسبة لأغنية الأطفال الشهيرة "بيرو صديقي" وفي كل مرة يصحح لها قائلاً "أسمي فرديناند" لكنها لا تأبه ، كما لم يأبه هو الآخر للقتيل الذي يراه في منزلها لأول مرة كأي قطعة أثاث ليبدأ معها رحلة جنون نحو الجنوب حتى شاطيء البحر المتوسط.
يعتبر الكثير من النقاد جان لوك جودار مخرج الفيلم من أهم المخرجين المعاصرين على عكس آراء أغلب المشاهدين ، لا يستهدف جودار المشاهدين وخاصة في هذا الفيلم الذي تعمد أن يبتعد فيه قدر إستطاعته عن تقديم فيلم تجاري ، يتضح فيها تكديس أو "إقحام" الفيلم بلوحات لتشكيليين ومقولات مقروءة لكتاب كثيرين. كما تدور مشاهد الجريمة العديدة في الفيلم بإطار يعتبره البعض كوميديًا أو غير منطقيًا بالمرة ، لكني أعتبره تقليل من أهمية تلك الأحداث لصالح أحداث أخرى يلقي عليها الضوء ، فيلاحظ مرور مشاهد القتل كلها بدون أي مجهود يعكس إهتمام بحرفية صناعتها فنيًا بالمقارنة بأفلام الجريمة وهذا يؤكد نظرية أن نجم الفيلم هو الحوار الذي يدور بين البطلين في هذه الأجواء الثانوية.
تضمن الفيلم أغنيتين بالإستعانة ببيانو وكونترباص ، لم تسجل الأغنيتين في أستوديو خاص بل قصد جودار إدماجهم ضمن حوار الفيلم بهذه الطريقة حتى أنك قد ترصد تأثير عدم إنتظام الأنفاس نتيجة الحركة أثناء الغناء وقرب وبعد الصوت عن مصدر التسجيل أثناء الحركة.
استمتعت بالفيلم جدًا ، لكني لم أجهد نفسي بشأن تفسيره وفهم وما وراءه وعجزت حتى عن وضع سبب محدد يبرر إعجابي به سوى تعريف فولر للسينما ، لأنه فقط مشاعر. /span>