ترتبط لدي ايام الصيف الحارة بالنوم المتقطع ، أُنهي يومي عادة حوالي الخامسة عصرًا فلا أجد مستقرًا بعد الحرارة والغبار وقذارة البشر والأماكن سوى في سرير ، أنام في وضع غريب نسبيًا ، نصفي العلوي على جانبي الأيمن ونصفي السفلي على بطني ، لا يمثل وضعًا محددًا ، ليس جنينيًا ولا على الوجه ، تمامًا كنفسي ، لست أمثل نموذجًا منتشرًا. بالنظر للجانب المشرق يقول صديقي ان وضعي وأنا نائمه شديد الإغراء ، طالما أيقظني لنمارس بعض الحب.
أحبه ، أحب نفسي بين يديه ، أحب الوقت الذي أقضيه معه وبرغم انني أكره المجتمع الذي جمعنا فإنني أتمنى أن نشهر علاقتنا على طريقته ، لا أنكر إنني كثيرًا ما أشعر بالذنب بالرغم من إنني أدعي هجري للعقلية الفاسدة المسيطرة على مجتمعي الرخيص.
كنت نائمة ، إستيقظت على أزيز مروحة السقف الممل وصوت متكلم عبر التلفزيون ، أطلت النظر إلى خالد بجانبي لأستوعب ما يحدث ، حسنًا فاليوم يتسلم السيسي السلطة رسميًا وهذه بروتوكولاتهم الخالية من المضمون.
أحسست بشعاع شمس من النافذة على ساقي ، بدأت أخمن في أي ساعة نحن الآن ثم تذكرت أن الساعة تأخرت ، نظرت لشاشة التلفزيون مجددًا فرأيت طنطاوي ، سألت خالد فأكد لي المعلومة "كل شراميط المرحلة الوسخة ملمومين يحتفلوا"
نظرت لفخذي وشعاع الشمس جعل الخطوط فيه واضحة ، وقفت ، نظرت في المرآة عليها لأتفحصها ببعض الحسرة ‘ أجاب خالد الذي أراه في أقصى يمين المرآة
"إنتي زي القمر على بعضك بتبصي على أيه؟!"
أنا: " خالد ، هو أنا شرموطة؟!"
"إنتي زي القمر على بعضك بتبصي على أيه؟!"
أنا: " خالد ، هو أنا شرموطة؟!"
تنهد خالد وإعتدل في جلسته كفيلسوف اغريقي وقال: "لو أنتي شرموطة يبقى أنا كمان شرموط."
أنا: طب إحنا كده شراميط؟!
خالد: مالك؟ فيه إيه؟!
أنا: مفيش يا أخي رد عليا.
خالد: حاضر بس قوليلي الأول؟ قصدك ايه بشرموطة؟
أنا: شرموطة يا خالد ، رخيصة ، انك عايزني بس عشان واحدة قابلة تنام معاك من غير جواز وإلتزامات ، انك وسخ عشان يوم ما تفكر تتجوز عمرك ما هتتجوزني وكل كلامك ده كذب ، انك بتستغلني!
خالد : اهدي جرالك ايه؟!بالراحة.
لا انتي مش شرموطة طبعًا.
تعالي ناخد الموضوع من الأول ، أنا لو عايز سكس وخلاص هعرف اتصرف فيه بسهولة من غير ما اتشتم واتهزق وعلى الأقل اسمي باجدد عشان مزهقش.
وبعدين مين اللي تصرفه غير أخلاقي سواء ست او راجل؟
حد بيبيع مشاعره وجسمه عشان الفلوس وانت مش بتعملي كده ، او حد موجه مشاعره وجسمه لأكتر من حد في نفس الوقت ودي خيانة وغش وانتي مش بتعملي ده برضه على حد علمي ، المجتمع عشان ينظم العملية ويقلل النموذجين الغلط عمل شوية بروتوكولات وقواعد قيدت الجواز اكتر من الطبيعي واداها قدسية وقانونية لدرجة انها بقت عراقيل الناس بتغلس على نفسها بيها وبيعايروا بيها بعض.
مش كنتي لسة بتضحكي على البروتوكولات بتاعة السيسي؟! مش كنتي دايمًا بتتكلمي عن التمرد على بركة الخرا اللي احنا عايشين فيها؟! ايه اللي جرالك؟ احنا بنرجع الشيء لأصله ، بنتحرر من القيود المفروضة على الإرتباط والإنفصال ، العقود والأوراق دي عمرها كام سنة أصلاً؟ انتي أشرف ألف مرة من واحدة بتلسن عليكي عشان نفسها تعمل زيك ومش قادرة ، أو واحد نفسه فيكي ومش طايل ، إحنا عايشين وسط عجزة ماسكين خناجر بيطعنوا بيها فينا عشان يداروا عجزهم ، كلميني عن الناس اللي بيضغطوا عليكي دول؟ صاحبتك هاجر اللي مقاطعاكي ، كلميني عن نجاحها العملي العظيم؟ كلميني عن السعادة العبيطة اللي باينة على وشها في الصور؟ قوليلي كام مرة دخلتي على امك لقيتيها بتعيط كل ما ابوكي يعمل فيها فصل بايخ. اللي مضايقينك دول هم اللي شراميط وقحابي بيجيبوا اللي فيهم فيكي.
إنتي صح ، إجمدي.
أكره ضعفي ، لم أكن أواجهه أثناء الحديث ، كنت أجلس على حافة الفراش ، أمام المرآة أنظر وجهي الشاحب القريب ووجهه المنفعل البعيد خلفي ، أحبس عيون ماء على وشك أن تنفجر من عينيّ ، الأغاني الوطنية مدفوعة الأجر والرقص الهيستيري الذي يبثه التلفزيون يبعث عليّ بالضيق أكثر ، لكني لا أقوى حتى على إطفاءه ، قلت لنفسي اليوم ما قاله لي خالد قبل قليل لكنه لم يكن بالفعالية المطلوبه ، أحتاج لسماع الحديث منه ، ان كان يكذب عليّ فإن نتيجة تصديقي تأتي في صالحه أيضًا ، أعرف ذلك ، لكني لا أستطيع إلا أن أصدقه وأستند عليه.
أُصاب بهذا الإنهيار كل فترة ، بدأت أتعود تكراره كما تعتاد أي أنثى دورتها ، تأتي دائمًا كلمات التشجيع التي أسمعها من رجلي القريب كترياق لجسد سقيم يبدأ بعدها في التعافي حتى يتساقط مجددًا طالبًا لجرعة جديدة ، يومًا ما سأطلب الدعم وسيرد طلبي بحجج واهية ، لابد أن أبدو قوية ، هل أستطع؟
لماذا نوضع تحت كل هذه الأطنان من الضغوط؟ لماذا يبحث عن شقاءنا من يفترض أن يهتموا لراحتنا؟ لم يتلذذ البعض بذل الآخر؟ لماذا تزدوج المباديء والمعايير؟ أي فعل أسود إرتكبت في حياتي السابقة حتى ينتهي بي الحال إلى هنا؟
إقترب خالد مني ، إحتضني من الخلف وأخذ يقبل رأسي وكتفيّ ، أحب توقيتاته جدًا ، لكني أقاومه! وأقاوم نفسي معه ، وهو على مثابرته ، المراسلة من ميدان التحرير تفيد بوجود حالات تحرش فردية لكنها لم تفسد فرحة الشعب برئيسه ، وخالد يثابر ، والشعب يرقص ، ثم ينتقل المشهد لمذيعة الأستوديو لتبرر حادثة التحرش بان الناس "مبسوطين"
أفقد السيطرة ، تنزل دمعة ثقيلة من عيني كقطرة شمع ، أستدير ، أعطي ظهري للتلفزيون وأواجه خالد ، أدفن وجهي في صدره وأمسح دموعي.
أنا: طب إحنا كده شراميط؟!
خالد: مالك؟ فيه إيه؟!
أنا: مفيش يا أخي رد عليا.
خالد: حاضر بس قوليلي الأول؟ قصدك ايه بشرموطة؟
أنا: شرموطة يا خالد ، رخيصة ، انك عايزني بس عشان واحدة قابلة تنام معاك من غير جواز وإلتزامات ، انك وسخ عشان يوم ما تفكر تتجوز عمرك ما هتتجوزني وكل كلامك ده كذب ، انك بتستغلني!
خالد : اهدي جرالك ايه؟!بالراحة.
لا انتي مش شرموطة طبعًا.
تعالي ناخد الموضوع من الأول ، أنا لو عايز سكس وخلاص هعرف اتصرف فيه بسهولة من غير ما اتشتم واتهزق وعلى الأقل اسمي باجدد عشان مزهقش.
وبعدين مين اللي تصرفه غير أخلاقي سواء ست او راجل؟
حد بيبيع مشاعره وجسمه عشان الفلوس وانت مش بتعملي كده ، او حد موجه مشاعره وجسمه لأكتر من حد في نفس الوقت ودي خيانة وغش وانتي مش بتعملي ده برضه على حد علمي ، المجتمع عشان ينظم العملية ويقلل النموذجين الغلط عمل شوية بروتوكولات وقواعد قيدت الجواز اكتر من الطبيعي واداها قدسية وقانونية لدرجة انها بقت عراقيل الناس بتغلس على نفسها بيها وبيعايروا بيها بعض.
مش كنتي لسة بتضحكي على البروتوكولات بتاعة السيسي؟! مش كنتي دايمًا بتتكلمي عن التمرد على بركة الخرا اللي احنا عايشين فيها؟! ايه اللي جرالك؟ احنا بنرجع الشيء لأصله ، بنتحرر من القيود المفروضة على الإرتباط والإنفصال ، العقود والأوراق دي عمرها كام سنة أصلاً؟ انتي أشرف ألف مرة من واحدة بتلسن عليكي عشان نفسها تعمل زيك ومش قادرة ، أو واحد نفسه فيكي ومش طايل ، إحنا عايشين وسط عجزة ماسكين خناجر بيطعنوا بيها فينا عشان يداروا عجزهم ، كلميني عن الناس اللي بيضغطوا عليكي دول؟ صاحبتك هاجر اللي مقاطعاكي ، كلميني عن نجاحها العملي العظيم؟ كلميني عن السعادة العبيطة اللي باينة على وشها في الصور؟ قوليلي كام مرة دخلتي على امك لقيتيها بتعيط كل ما ابوكي يعمل فيها فصل بايخ. اللي مضايقينك دول هم اللي شراميط وقحابي بيجيبوا اللي فيهم فيكي.
إنتي صح ، إجمدي.
أكره ضعفي ، لم أكن أواجهه أثناء الحديث ، كنت أجلس على حافة الفراش ، أمام المرآة أنظر وجهي الشاحب القريب ووجهه المنفعل البعيد خلفي ، أحبس عيون ماء على وشك أن تنفجر من عينيّ ، الأغاني الوطنية مدفوعة الأجر والرقص الهيستيري الذي يبثه التلفزيون يبعث عليّ بالضيق أكثر ، لكني لا أقوى حتى على إطفاءه ، قلت لنفسي اليوم ما قاله لي خالد قبل قليل لكنه لم يكن بالفعالية المطلوبه ، أحتاج لسماع الحديث منه ، ان كان يكذب عليّ فإن نتيجة تصديقي تأتي في صالحه أيضًا ، أعرف ذلك ، لكني لا أستطيع إلا أن أصدقه وأستند عليه.
أُصاب بهذا الإنهيار كل فترة ، بدأت أتعود تكراره كما تعتاد أي أنثى دورتها ، تأتي دائمًا كلمات التشجيع التي أسمعها من رجلي القريب كترياق لجسد سقيم يبدأ بعدها في التعافي حتى يتساقط مجددًا طالبًا لجرعة جديدة ، يومًا ما سأطلب الدعم وسيرد طلبي بحجج واهية ، لابد أن أبدو قوية ، هل أستطع؟
لماذا نوضع تحت كل هذه الأطنان من الضغوط؟ لماذا يبحث عن شقاءنا من يفترض أن يهتموا لراحتنا؟ لم يتلذذ البعض بذل الآخر؟ لماذا تزدوج المباديء والمعايير؟ أي فعل أسود إرتكبت في حياتي السابقة حتى ينتهي بي الحال إلى هنا؟
إقترب خالد مني ، إحتضني من الخلف وأخذ يقبل رأسي وكتفيّ ، أحب توقيتاته جدًا ، لكني أقاومه! وأقاوم نفسي معه ، وهو على مثابرته ، المراسلة من ميدان التحرير تفيد بوجود حالات تحرش فردية لكنها لم تفسد فرحة الشعب برئيسه ، وخالد يثابر ، والشعب يرقص ، ثم ينتقل المشهد لمذيعة الأستوديو لتبرر حادثة التحرش بان الناس "مبسوطين"
أفقد السيطرة ، تنزل دمعة ثقيلة من عيني كقطرة شمع ، أستدير ، أعطي ظهري للتلفزيون وأواجه خالد ، أدفن وجهي في صدره وأمسح دموعي.