الأربعاء، 12 أغسطس 2015

خمسة أسباب لتفشي التدين المظهري في مجتمعنا المنكوب




الشعور بالأفضلية

معروف دايما ان البشر عندهم رغبة في التميز عن بعضهم ، كل واحد فينا ليه شوية مقاييس بيرتب بيهم الناس ، مين أحسن من مين؟ المجتمع برضه عنده مقاييسه حتى لو غلط في رأيك بس هي واقع ، وأكيد المنافسة بين الناس في المجتمع على الأفضل بتبقى صعبة وشرسة و لا نهائية ، نتيجة ده بيظهر نوع الناس اللي بتستسهل ، بيبنوا شعورهم بالأفضلية على أساس حاجات محدش ليه ايد فيها ، زي البشرة البيضاء ، الحياة في مكان معين ، والحاجات اللي بتقلب بعنصرية دي.
من أسهل الطرق اللي ممكن واحد يشعر فيها بأفضلية بمجهود قليل هو التدين ، لو الفروق طفيفة بين الناس ، الموضوع بيعتمد بشكل كبير على المظهر، على شوية قراية ، ومجموعة من التعبيرات اللفظية تحل محل كلامك ، على تغيير طفيف في الرأي عشان تكون وجهة نظر مختلفة ، ولو عندك شوية كاريزما ممكن توصل قمة الهرم.
لذاذة الطريقة دي انها نسبية مش مطلقة ، بمعنى انك لو افضليتك انك دكتور شاطر، فإنت بتجيب نتايج ملموسة مع الناس فبيحسوا بأفضليتك ، انما الطريقة دي أي حاجة فيها بتجيب نتيجة ، حتى لو عكيت ، عادي ملحوقة.

الحظ ، واسطة من ربنا.

دي معجونة فينا من واحنا اطفال بسبب التربية ، الطريقة السهلة في التنشئة اللي تطلع العيال شبه أهاليهم و خلاص مش يطلعوا كويسين مثلا ، هي بتضمن السيطرة على الطفل لحد ما يكبر بس بتدمر الأساس نفسه ، الشعور بأفضليتك عند الخالق لمجرد انك بتعمل شوية حاجات كأنك بتشيله بيها جمايل ومستني انها تترد لك في أقرب فرصة ، و لو محصلش تفضل تسأل نفسك ليه و تدخل في تنظيرات تبرر للخالق انه ازاي موقفش جنبك في الموقف ده رغم انك احسن من المنافس بتاعك.
المرحلة المتطورة من الحالة دي ممكن تحول الانسان لمجرم ، ممكن يعتبر اللي مش بيعملوا اللي هو بيعمله ميستحقوش الحياة أصلا ، وانه مكلف بقتلهم زي الدواعش كده.

البحث عن الزواج.

مع انغلاق المجتمع ، وتقفيله كل السكك على الحياة الطبيعية المختلطة ، وفهمه الغريب للحرية ، اقتصرت العلاقات في الأغلب على الجواز بس ، وحتى التعارف اقتصر عل مجتمعات "اللي عايزين يتجوزوا"، والاختيار بيتم فيها على معايير مجتمعنا برضه بكل مشاكله زي الطبقية  والمظهر المتدين ، الإحتفاظ بالمظهر المتدين ضرورة للجواز عشان تدخل المجتمع المتدين اللي هو سوق الجواز، وبعدين عشان تحظى بفرص أفضل في القبول و خاصة بالنسبة للبنات ، بيبقى الكل مضطر يتظاهر بالتدين ، وده بيسبب فشل كتير من العلاقات بعد كده.

أوساط الإجماع.

"كل المصريين بيحبوا يلبدوا في الدرة" رئيس قسم في جامعة مصرية قاللي الجملة دي مرة في خلاف ، بغض النظر عن كل الأبعاد التانية الجملة نظريًا فيها قدر من الصحة ، الوجود في وسط ناس كتير بيدي طمأنينة ، مين فينا جسمه مكنش بيقشعر لما يبقى في وسط جموع كبيرة بتهتف بنفس الكلام اللي بيهتف بيه ، هتافات وطنية أو دينية ، الزحمة بتطمن إنك محمي ، وإنك على حق ، على العكس لو حكمت عقلك و عارضت المجموع بتفقد الأحاسيس دي و ده مش سهل مع أغلب الناس.

علاقات العمل.

مشرف : "كل سواقين الأوناش الكبيرة بيبقوا شيوخ يا باشمهندس ، أصل صاحب الونش هيأتمن مين على معدة غالية بالشكل ده"
انا : "خلاص ، أنا أركب دقن."
عشان المجتمع مش مفعل فيه القانون ، أي واحد ممكن يسرقك من غير ما تعرف تاخد حقك منه ، بالإضافة للسطحية المعجونة فينا ، ده إتسبب في ان صاحب المظهر المتدين هو بالتأكيد هيبقى آمن أكثر من غيره ، حتى بعد فضايح السعد والريان مثلا ، ممكن المؤمن يلدغ من نفس الجحر مرة و اتنين و عشرة ، طول ما الجحر مركب دقن.


ليست هناك تعليقات: